و الأغرب ما أورده المراغي عن الإهانة التي وجهها الملك قبلها لحيدر باشا بعدم مقابلته و الكلام الذي قاله حيدر من أن الملك سيدفع الثمن غاليا و الذي ورد كالتالي في مذكرات أحمد مرتضى المراغي محافظ الأسكندرية و وزير الداخلية السابق؟؟
"وذهب حيدر . وأدخل فى صالون صغير بجوار مكتب الملك . وأجلس على مقعد قريب من الباب الذى يفصل الصالون عن غرفة المكتب ، وترك الباب مفتوحاً وظل جالساً ساعة كاملة لم ير أحداً ولم يقدم اليه حتى ولا كوب ماء . ثم دخل كريم ثابت الصالون متجهاً الى غرفة المكتب وهو مسرع فى مشيته . وقام حيدر ليحييه ، ولكن كريم أشار اليه بيده أن يجلس ولم يمد يده لمصافحته . وجلس حيدر . وبعد دقائق سمع صوت الملك يدوى عالياً ويصيح : أرأيت يا كريم ما فعل ضابط السجون الذى جعلناه قائداً للجيش . أصبح يتنمر على هذه الايام . أليست مصيبة ؟
كريم ( متجاهلا ) : من هو ضابط السجون الذى يتنمر يا مولاى ؟
الملك : حيدر ياسى كريم . . نعم حيدر .
كريم : (بتعجب) : حيدر .. وماذا صنع ؟
الملك : اتفق هو والمراغى على إحالة سرى عامر الى المعاش وأرسلا الى المرسوم .
كريم : أعوذ بالله . هل وصلت الجرأة الى هذا الحد ؟
الملك : نعم . ولكنى سأعرف كيف أعاقبه . وأنت يا كريم اذهب الى حيدر وقل له أن ينصرف . لا أريد أن أرى وجهه .
كريم : أرجوك يا مولاى أن تصفح عنه . واسمح له بالتشرف بالمقابلة .
الملك : لا لن أقابله . ولا بد أن أتخذ معه إجراء .
سمع حيدر الحديث وصعد الدم الى رأسه . قال لنفسه : هل هنت لهذا الحد . أأشتم بهذه الطريقة المزرية وبهذه التمثيلية الرخيصة ؟ أليست لى كرامة ؟ والوسيط من ؟ كريم ثابت الذى يضج البلد من فساده .
وحضر اليه كريم ثابت يحاول أن يطيب خاطره . ولكن حيدر أخذ عصاه وكانت على كرسى بجانبه ، ولم يقل كلمة وخرج متوجهاً الى منزله .
اتصل بى بعد يومين أن الملك سيرسل حافظ عفيفى رئيس الديوان الى حيدر طالباً منه أن يقدم استقالته . كنت فى منزلى مريضاً فاتصلت بحيدر فى مكتبه فلم أجده ، فاتصلت به فى منزله ولم أجده ، وقيل أنه فى فندق مينا هاوس . وكان أحد أخوتى بجانبى فقلت له : أسرع الى فندق مينا هاوس . قابل حيدر وقل له : اذا جاءك حافظ عفيفى وطلب منك الاستقالة فلا تقبل طلب الملك ، وقل له لن أستقيل وعليه أن يقيلنى ، ولكنى لا أستقيل . وبعد ساعتين عاد أخى وقال انه أبلغ حيدر الرسالة .
انا : وماذا قال لك حيدر .
أخى : قال هذه المرة سيدفع الملك الثمن غالياً . "
فقد طويت الدفاتر إلي حين الحساب الختامي