Translate

22 يوليو 2014

من قصص الحياة::شموس بلا شروق

من قصص الحياة
 
 

افاقت شموس السيفي من تتر
الذكريات المتزاحمة
و عجلات الطائرة اﻹيرباص
تلامس أرض المطار
تعلن نهاية مرحلة
أسبانيا..التي انتهت
بموت الوالد..المهمندار
السابق و تأكل تل المسرودخرات
و ابتسم ضابط الجوازات
20 سنة بالخارج
ردت بابتسامة مقتضبة
مستغربة ان الضابط
حديث الرتبة..لم يلاحظ
انها ابنة المهمندار السابق
مرعب الشنبات المفتحة له اﻷبواب
و كيف؟؟ و قد جرت مياه
كثيرة تحت الجسر
و في طريقها
إلي شقتهم الفارهة
في الليموزين
بدءت الذكريات
تتسلل مرة أخري
مع عبير الفجر و الندي
يلفح وجنتيها اللتين انهكتهما السنون
و الليزر...
وصلت الي العمارة الفارهة..
و هرع ضابط اﻷمن و مجموعة
البوابين...ولم يعرفها احد
الا عم حراجي العجوز العتيد::
اهلا اهلا يا ستو هانم
و ادارت المفتاح
في الباب بصرير السنين
و دخلت
تمشي..علي الباركيه المسمار
الفرنسي و متحف السجاد الحريري
المتهالك تائهة في غبار السنين
الصالون العريق ذو اﻷجنحة
اﻷوبيسون و أطقم لويس بدرجاتها
هنا كانت تدار الدولة
قبل أن تدور علي ابيها
فيفر بهم في منتصف ليلة
لم يبزغ فيها القمر
الا علي استحياء
و هنا المكتبة
و هنا المطبخ و السفرة
و غرفتي الخدم
و الكرار
و الفراندا الواسعة و بقايا اﻷرجوحة
و دولاب السلاح و بنادق الصيد
والممر ذو الخمسة عشر مترا
الي غرف النوم الخمس..
و فجأة
وقفت الذكريات
أمام جدار يبدو ظهره طوبا
مرصوص....
التفتت الي حراجي الذي تمتم
قائلا:: ابن الك...و قضم الكلمة..
و لما لسعته نظراتها
قال هامسا ..انه وجد تفسيرا اﻷن
للردم النازل و الطوب و اﻷسمنت
الصاعد الي الشقة المجاورة تحمله
عربات و عمال المهمندارية
الي شقة المهمندار الذي خلف اباها
و الذي زين و سهل له الهرب الي
أسبانيا.. ثم عاد و كسر حائطه
و استولي علي خمس غرف نوم
منها ثلاث ماستر رومز...
و لكنه قتل بعدها فلم يهنأ
و قضت ليلتها
في اﻷوتيل المجاور
و في الصباح..طلبت مقابلة المهمندار الجديد زغلول..و الذي
استمع الي شكواها متقحما لتفاصيلها بعينيه هامسا: مدام شروق..تتجوزيني؟
غاصت ممتقعة في مقعدها الوثير
و ارتج فنجان القهوة في يدها..
و في فرح اسطوري
تم الزواج
و استردت غرفها الخمس و شقة المهمندار السارق كاملة...و حاجات
كتير فوق بعض..
و في ليلة حالكة السواد كسابقتها
خرجت هاربة مع زغلول
الي اسبانيا بجوازها اﻷسباني
و بجوازه الدبلوماسي
الذي أعطاه تحيات
و احترامات
و في صبيحة اليوم التالي
كانت صورته ترصع الشاشات
و المجلات و الحوائط
Wanted
.......
من مجموعة أبو محمود القصصية

شموس بلا شروق
 

ليست هناك تعليقات: