Translate

04 ديسمبر 2009

الله حي...عباس جاي


من سلسلة مقالات

 
شخصيات معاصرة ذات فاعلية ظاهرة
By أبو محمود


 




كنا صغارا
نهتف هذا الهتاف في العابنا
و لا نعرف من هو عباس هذا
و في قراءة لي
وجدت هذه العبارة
" و قد كان الشعب يهتف عباس جاي ليغيظ الأنجليز و ظل يهتف عباس جاي الي 1930 "
و عباس هنا هو عباس حلمي الثاني
ابن الخديوي توفيق
و كان وطنيا مناهضا للأنجليز عكس أبوه
و رفض الانضمام تحت لواء الانجليز لحرب الدولة العثمانية
في الحرب العالمية الأولي في 1914
و سافر للأستانة للمشاورة
و في رحلة له لفرنسا تعرض لمحاولة اغتيال بالرصاص و نجي
و لما رأي الحاح الانجليز في عودته لمصر
اوجس منهم الغدر فلجأ الي الأستانة
و هنا عزله الانجليز وولوا عمه حسين كامل سلطانا
و هي اول تسمية باسم سلطان يطاولون به سلطان المسلمين العثماني
و قد كان حكم عباس الثاني من 1992 الي 1914 أي 22 سنة
و بذلك يكون من اطول الحكام في مصر فترة
بعد محمد علي باشا 1805-1848 أي 43 سنة

رحم الله من رفض خيانة دينه وأهله
و قد توفاه الله في 1944
أي بعد 30 سنة من عزله ...

 و المنشور هنا في جريدة الأهرام يوضح بما لا يدع مجالا للشك أن الخديوي عباس حلمي الثاني رفض خيانة دينه و وطنه و ضحي بالحكم رافضا أن يكون العوبة في يد الإنجليز

فلنقرء معا ما سموه بالتغيير العظيم كما هي العادة في تسمية كل مصيبة اسما خلابا
 يلفت النظر عن الفحوي و المضمون فينصرف الناس الي القشور و التسطيح لمجريات الأمور

التغيير العظيم و النهضة الكبرى و المنعطف التاريخي و المرحلة المصيرية
عناوين طالما أخبت ورائها مصائب عظيمة
لنقرء هذا البيان العام المقتضب و لكن كما يقولون
Sinister is in the details
أي أن الشر يكمن في التفاصيل ...

دع الناس تفتن بالعناوين البراقة
ثم تفاجئ الجماهير

 -خاصة المؤيد المتحمس المغرر به- 
بالسم قد امتزج بالعسل
يعتمل في أحشائها بعد أن فر أصحاب المصالح بالغنائم



و قد كان أخا شقيقا للأمير محمد علي توفيق
ولي العرش لفترة طويلة و صاحب قصر المنيل
الذي ذكر انه بناه عشقا في فنون العمارة الاسلامية
و ابن عم الملك فاروق

و هناك صورة له مع الملك جورج الخامس و يبدو من ملامح الوجوه فشلهم في احتوائه
و قد سمي الكوبري الرابط بين الجيزة و جزيرة الروضة باسمه (كوبري عباس)
و قد شهد هذا الكوبري ملحمة دامية
حين فتحه البوليس ليمنع الطلبة المتظاهرين من العبور الي القاهرة
و سقط الطلبة في الماء بعد المطاردة بالعصي و الرصاص
و كان ذلك في 9 فبراير 1946 وقت حكومة النقراشي
في عهد فاروق

و نعود لعباس حلمي الثاني
و الذي لم يتنازل رسميا عن حقه في العرش إلا في عام 1932
و في عهده عاد أحمدعرابي و من نفاهم أباه إلي مصر
كما كان الخديوي عباس وراء تأسيس الحزب الوطني
و قد كان مصطفى كامل و أحمد لطفي السيد وعدد من الوطنيين
يجتمعون بمنزل محمد فريد، وتم تأليف "جمعية الحزب الوطني"
كجمعية سرية، رئيسها الخديوي عباس
إلا أن الأمور ما لبثت أن ساءت بينهم و بينه
و هكذا السياسة
حلفاء اليوم أعداء الغد
و أعداء اليوم حلفاء الغد
مصالح تدور و كلها تنتهي إلي القبور حتي و إن مرت عبر القصور

ليست هناك تعليقات: