أحبابي
يعيش البعض لنفسه
بينما حلاوة الدنيا في مواكبة الحياة
و اتخاذ الأصحاب
و خدمة الناس و قضاء المصالح
و المسارعة للخيرات لننال رضا الله
و حياة هنيئة و أخرة سعيدة
و الانسان الذي لا يثمر و لا يظل الناس
لا فائدة منه
و يعيش و يموت خامل الذكر
هنا قصة لشجرة تين تظل الناس و يأكلون من ثمرها
اعترضت علي ما منحها الله
بدعوي ان الناس تأكل و تستظل
و لا فائدة لها من ذلك
فقررت الا تطرح ثمر و ان تطوي اوراقها
و كان ذلك غباء منها
فحينما جاء الربيع
رأها صاحب البستان قرعاء جرداء و سط اقرانها
اللواتي تزين بحلل الربيع و أثمرن و طرحت بركتهن
تضايق صاحب البستان من منظرها القبيح
فقطعها و اوجد لها استخداما اخر و هو اشعال الفرن
للطبخ و التدفئة
و يذكرني هذا بمشهد للممثل زكي رستم و هو يحزق
و يقول منتفخ الأوداج: ((مفيش حد حياخد مني مليم بعد كده))
ثم يموت تاركا ما استخلف فيه ورائه واجدا الله امامه و الله سريع الحساب
و هكذا
من لا يثمر للناس علما و رحمة و شهامة و اخلاص
يكون جزائه النبذ و التخلص منه
و يأتي غيره فيثمر عطاؤه و تستمر الحياة
بارك الله فيكم احبائي
و لمن يحب الاستزادة منكم ارفق القصيدة الأصلية للشاعر إيليا أبو ماضي
و قد حذفت منها بعض الابيات للتيسير
أبو محمود
التينة الحمقاء
للشاعر إيليا أبو ماضي
(بتصرف )
و تينة غضة الأفنان باسقة
قالت لأترابها و الصيف يحتضر
كم ذا أكلّف نفسي فوق طاقتها
و ليس لي بل لغيري الفيء و الثمر
إنّي مفصلة ظلّي على جسدي
فلا يكون به طول و لا قصر "
و لست مثمرة إلا على ثقة
إن ليس يطرقني طير و لا بشر
....
عاد الربيع إلى الدنيا بموكبه
فازّينت واكتست بالسندس الشجر
و ظلّت التينة الحمقاء عارية
كأنّها وتد في الأرض أو حجر
و لم يطق صاحب البستان رؤيتها ،
فاجتثّها ، فهوت في النار تستعر
من ليس يسخو بما تسخو الحياة به
فإنّه أحمق بالحرص ينتحر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق