Translate

12 ديسمبر 2009

أفندينا إسماعيل ونقلة إلي المعاصرة

من سلسلة مقالات
شخصيات معاصرة ذات فاعلية ظاهرة
By
 أبو محمود
 

إسماعيل شابا


إسماعيل كهلا

 
إسماعيل شيخا



إسماعيل محمولا إلي قبره
 



الخديوي إسماعيل مع أوجيني في افتتاح قناة السويس و فرنسوا جوزيف أمبراطور النمسا
و باقي كبار المدعوين: صعودا إلي المنصة ثم جلوسا ..

أما هذا فكان السرير الذي أنشأ لأوجيني خصيصا أثناء اقامتها في مصر

و قد نقل من ماريوت الي قصر الجوهرة بعد ذلك... و قد بالغ العامة في اختلاق القصص لهذه

المناسبة..فمن قائل انها حبه القديم اثناء دراسته و قبل زواجها من نابليون الثالث

و من قائل انه بني طريق الهرم مائلا لكي تميل اليه حال ركوبهم العربات الملكية ذات الجياد.
 
و هكذا دائما لا يقنع العامة المحرومون الا من المشاهدة بهذا الدور.. فيمطرون أبطال الحدث

في كل زمان و مكان بوابل من الاشاعات و الحواديت التي تصير موروثا شعبيا..


و كان قد تولي ولاية العهد بعد غرق أخيه الأمير أحمد رفعت في كفر الزيات
حيث كان القطار يعبر النيل في معدية لعدم وجود كوبري وقتها فغرقا جميعا
و بعدها أقصي أخاه مصطفي فاضل من المنافسة و كذلك عمه عبد الحليم
و تسلم الحكم بعد وفاة عمه محمد سعيد بالأسكندرية و دفنه بها
(و كان إسماعيل أول من تسمي خديوي بعد باشا ووالي و ذلك
بعد حصوله علي فرمان عثمنلي بحصر الحكم في ذريته)

الخديوي إسماعيل و السيف و التاج و الصولجان

 

الصورة لإسماعيل بدينا و ابنه الخديوي توفيق أو أبنه إبراهيم حلمي  ؟؟ فيما بعد
و توفيق أدخل الإنجليز لمصر في 1882
و لم يكن علي وفاق مع ابيه حيث لم يرسله مع باقي الأنجال
للتعلم في أوروبا - لأنه كان إبنا لأحد مستولداته و هذا يدفعنا لمعرفة
التنافس الذي يجري في الحرملك
فالمتحكمة فيه تكون والدة سلطان أو الوالدة باشا و بناتها
ثم زوجات السلطان
ثم القادن و جمعها قوادن و هن من أنجبن من السلطان = أم ولد
و هي تطمح لدفع ابنها للسلطنة لتكون أم سلطان بعد أم ولد
و أعلاهن سلطة و حظوة تسمي باشقادن
ثم إقبال و هي المقربة من السلطان مؤقتا
و هي تطمح للحمل منه لتكون أم ولد
ثم جوزده و هي التي نجحت في لفت نظر السلطان (في العين)
ثم الكلفوات و هن جواري في مرتبة أعلي من الخدم
ثم الخدم
و الجواري و ملك اليمين كن يجلبن من أسواق العبيد إلي أن ألغي
اسماعيل الرق
و كذلك كهدايا من الولاة و الحكام
و كذلك كسبايا من الحروب و الفتوحات
كما أن توفيق أنشأ لنفسه مدفنا مختلفا
عن مدفن أبيه خارج مسجد الرفاعي
بمنطقة الإمام الشافعي

و توفيق مكث في الحكم بعد أبيه 13 عاما- و مات و عمره 40 عاما
و خلفه إبنه و حفيد إسماعيل الخديوي عباس حلمي الثاني الذي تولي و عمره
17 سنة و حكم 22 سنة ثم أقصي لصالح أول من تسمي بسلطان (حسين كامل) في 1914
الا أنه لم يتنازل رسميا إلا في 1932 و يقال
أن الملك فؤاد نقده 300000 جنيه لإجراء هذه التسوية

و إسماعيل مدفون بمدافن الرفاعي (بعد ان مات في تركيا) و أمه الوالدة باشا خوشيار و فؤاد
و كذلك فاروق (بعد ان مات في إيطاليا و دفن بمقابر أخري
بالقاهرة ثم نقل في عهد السادات لمدافن الرفاعي) و بناته و نسيبه السابق شاه إيران.
و من المعلوم أن محمد علي دفن بالمقصورة النحاسية
الملحقة بمسجد محمد علي بالقلعة
و قد تولي ابراهيم الحكم في حياته (لإصابته بالخرف) و مات إبراهيم في حياة أبيه

و تولي عباس حلمي الأول
أما توفيق و زوجته أمينة الهامي أم المحسنين (إبنة عباس الأول -إبن طوسون) و ولداهما الخديوي
عباس حلمي الثاني و محمد علي توفيق و بعض الأحفاد مثل الأمير محمد عبد المنعم
الوصي علي العرش إبان الثورة فمدفونون بمقابر أسرة محمد علي بالإمام الشافعي
بجوار قبر زوجة طوسون ابن محمد علي: بمبة قادن هانم و هي أم عباس الأول الذي
قتله خدمه بقصر بنها بعد 5سنوات من الحكم.. و توجد مدارس باسمها و كذلك سبيل أم عباس.
و سبحان الله : خلفهم مقابر بعضا من مماليك مذبحة القلعة في مقبرة جماعية لا يعلوها الرخام
و لا الشواهد و لكن ذهبوا جميعا الي حيث لا فرق إلا ما قدم كل إنسان لنفسه.. ليؤنس وحدة
قبره و يفضي الي ربه حسبما أراد في سيرته في الحياة !!!


و مازال دم المماليك السائل من باب العزب يصبغ الحي الذي أغرقه و سمي باسمه: الدرب الأحمر
يكثر البعض من اللغط علي الخديوي إسماعيل
و ديونه
و الحقيقة أن ديونه هذه صرفت علي الدولة
و تعالوا نري كشف حساب لما صرفه هذا الرجل
الذي يعتبر باني القاهرة الحديثة التي ما زالت مبانيها
بوسط البلد تقف منذ عهده و تغير نمط المباني و الملابس

و هو أول من عمل لنا باللو - Ballo في مصر (حفلات راقصة)
و ما زالت السباع البرونزية المصنوعة في ايطاليا تحرس كوبري
قصر النيل بعد تطويره
و ما زالت قاعدة الجندي المجهول بالأسكندرية و المزال عنها تمثاله إلي كوم الدكة
تشهد بعرفان الجالية الأيطالية لاستضافته فيكتور عمانويل الثالث بعد إطاحته.
و يبدو أن من ورطه في بعض الأمور المالية هو شقيقه
من الرضاعة: إسماعيل بك صديق المفتش
و الذي اختفي بعد زيارة غامضة الي سراي الجزيرة و المفتش هذا
نموذج للموظف المرتشي كما قيل- خرج من أعماق الريف يدفعه الطموح
و كل مؤهلاته انه ابن القابلة التي أشرفت علي ولادة الخديوي إسماعيل
و لقب بالخديوي الصغير من شدة سطوته
و تسلق من مفتش الدائرة السنية الي مفتش الوجه البحري
الي مفتش عموم ثم اقتلع اسماعيل راغب من نظارة المالية و قبع علي شؤونها ثمان سنوات
سمسر علي ديون مصر و كان يوفر المال لإسماعيل بشتي الوسائل
و ظهرت عليه مظاهر الثراء..فملك ما يزيد علي ثلاثين الف فدان
و عقارات و قصور شتي.. و زوجات و محظيات و جواري لا حصر لها
حتي صار عزله مطلبا لمجموعة الدائنين الأوروبيين
و تصادم مع ممثلهم جوتشن فهدد الخديوي بأنه سيتكلم و يورطه
معه اذا لزم الأمر
فتم التخلص منه مع إشاعة انه تم نفيه الي دنقله
و بموت المفتش صار التخلص من الخديوي اسماعيل هو هدف
الدائنين التالي
و قد نفي الرجل الي نابولي في 1879مصطحبا ابنه فؤاد و
الذي تخرج من مدارس ايطاليا العسكرية و عمل ياورا هناك..
ثم لم يلبث أن انتقل الي الأستانة و مات بقصره المطل علي مضيق البوسفور
فى أمرجهام في2 مارس 1895 .
و لكن علام صرف إسماعيل الأموال و اقترض الديون :


إنشاء مجلس شوري النواب و القوانين في 1866و الذي شمله حريق قبل عام
إنشاء مباني وسط القاهرة علي طرز أوروبية
إنشاء الوزارات و هي ما عرفت وقتها بالنظارات
إنشاء المحاكم المحلية و الشرعية
افتتاح قناة السويس صاحبه بذخ فظيع لإظهار هيبة الدولة
إنشاء الأوبرا
إنشاء دار الكتب
إنشاء قصور عابدين و رأس التين و حدائق القبه
إنشاء كوبري قصر النيل ذو السباع الأربعة... و مازال كل من اسمه إسماعيل يلقب أبو السباع
تطوير السكك الحديدية

استخدام البريد و التلغراف

زيادة الأراضي المزروعة و الاهتمام بزراعة القطن

شق ترع الإبراهيمية و الإسماعيلية

إنشاء 19 مصنعا للسكر

إصلاح موانئ السويس و الأسكندرية

وقف أراضي للتعليم و تحمل نفقات التلاميذ

أنشاء دار الكتب

إنشاء المتحف المصري

إنشاء الجمعية الجغرافية
إنشاء الصحف

إنشاء دار للمعلمين

إنشاء مدرسة السنية لتعليم البنات

القضاء علي الرق

الإهتمام بالجيش

كان طوال الوقت يحاول العمل علي استقلالية مصر
و نجح في استصدار فرمان من تحويله من والي الي خديوي و أن يكون الحكم في أبناؤه

كانت أفراح الأنجال في عهده حديث الناس.
إلا أنه يقال أنه فضل الصناعات المصرية في تجهيز أبناؤه
حكم من أبناؤه 3 هم توفيق و السلطان حسين و فؤاد

و من أحفاده 2 هما عباس حلمي الثاني ابن توفيق و كان وطنيا و مصلحا - و فاروق ابن فؤاد
و اضح إن أفندينا لم يكن يلعب



واضح أيضا ان عندنا نكران محصلش

و الشئ بالشئ يذكر: هل تصدقون أن فكرة تمثال الحرية كانت أصلا مرتبطة بقناة السويس

ففي عام 1869 عرض Frédéric Auguste Bartholdi
تصميم نموذج مصغر لتمثال يمثل سيدة تحمل مشعلا ، وعرضه علي الخديوي إسماعيل
لوضعه في مدخل القناة - إلا أن إسماعيل إعتذر عن قبول اقتراح بارتولدي
نظرا للتكاليف الباهظة التي يتطلبها هذا المشروع ، حيث لم يكن لديه السيولة
اللازمة لمثل هذا المشروع خاصة بعد تكاليف حفر القناة ثم حفل إفتتاحها.
و فكر الرجل بمناسبة العيد المئوي لآستقلال أمريكا يوليو 1976
في إهدائه إلي أمريكا - و بعد انتهاء اكتمال بناء قاعدة التمثال
قام الرئيس الأمريكي جروفر كليفلاند بافتتاحه في أكتوبر1886
و طبعا كما ترون التمثال كان لفلاحة ترتدي ثيابا سابغة

تشبه الملاية اللف و تشمر عن ساعدها

و مع ذلك تمت بعض التغييرات لأن كان لازم يشوفوا له صرفة -فزودوا

لها طاسة علي راسها و مسكوها كتاب

ده طوله من غير قاعدة 46 متر و بالقاعدة 94 متر

يعني ما كنتش اشتريته يا أفندينا و بجملة الديون

و لا كان زمانك بتتحسر عليه بعد ما اتخصخص لأمريكا



***********

ليست هناك تعليقات: