(من سلسلة القصص القصيرة لأبو محمود)
*********
العلامة الجهبذ عبده فيهلاو يهوي العلوم الأكاديمية
و لكن خبرته العملية مع الناس و المجتمع لم تسعفه لتسويق نفسه
إلا انه يشعر أنه يعلم كل شئ عن كل شئ في الكون
مما يكسبه مشية ذات خيلاء و جلسة لا يجلسها إلا الملوك المنتصرون
و هو صديق حميم للأستاذ حسونة علي قد حاله و الذي يسميه متندرا بالأكاديمي
بينما يسميه فيهلاو بالأرشيفجي
منذ تزاملا بالمرحلة الابتدائية و جيرتهما و لعبهما المشترك بشوارع حلوان و حدائقها
و حتي حين أصبح الأول استاذا جامعيا
و الأخر رئيس قسم الأرشيف في مستشفي إن عاش ابقي قابلني
حافظا علي الود و المحبة
و بينهما سجالات دائمة في الدين و السياسة و شتي الشؤون
ينهيها فيهلاو بالضربة
القاضيةحين يقول موجها كلامه لحسونة: فهمت يا حمار و لا لك رأي تاني
ثم يضحكا جميعا
و في ذات مرة خرجا للتخييم في الصحراء مع بدء فصل الربيع
و في ذات مرة خرجا للتخييم في الصحراء مع بدء فصل الربيع
و اختارا مكانا رائعا و نصبا الخيمة و بعد يوم طويل من المتعة البرية و الصيد و الشوي
ناما في هدوء و سكينة و في منتصف الليل ايقظ حسونة علي قد حاله فيهلاو
و سأله في هلع: ماذا تعني لك رؤية السماء؟؟
و برطم فيهلاو محتجا علي إقلاقه له في هذا الوقت إلا ان سؤال حسونة
دفعه للإستعراض الذي يعشقه فطفق فيهلاو
يصف السماء التي يراها و القمر و المحاق و البدر
و الهلال و تكون القمر من السيليكون الذي يجعله عاكسا لنور الشمس
و عن المجرات السابحات و مسافاتها و أحجامها و الدب القطبي
و ما زال يستفيض حتي ختم حديثه
عرفت يا حمار
و لكن هو انت مصحيني علشان كده؟
ثم باغته بسؤال: و انت يا علي قده.. ماذا تعني لك رؤية السماء
فطعنه علي قده قائلا:تعني إن الخيمة بتاعتنا اتسرقت يا مغفل...............
و انقلبا في موجة هيستيرية من الضحك و البكاء
فلم تكن الخيمة فقط التي سرقت بل كافة أمتعتهما و السيارة أيضا؟؟
.......................
و الأن السؤال لكم؟؟ماذا تعني رؤية السماء بالنسبة لك ؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق