Translate

05 ديسمبر 2009

صاحب الأريكة - و ساكن الجنان - و ساكن القلعة


من سلسلة مقالات
شخصيات معاصرة ذات فاعلية ظاهرة
By
أبو محمود




(( كان للرجال حول محمد علي دور كبير في نجاحاته و قد عرف الرجل قدر الموارد البشرية
Human Resources =HR
و لذا تحققت رؤيته و خططه علي أيديهم
في البدايات اتي بمجموعة من أجناس شبه جزيرة البلقان .. كما في الخريطة المرفقة
ثم رأي أهمية تنوع المصادر بعد هجوم الأرناؤود
علي قصره بالأزبكية و صعوده لقصر القلعة الأكثر منعة
- فبدء بمواجهتهم بالانكشارية الأتراك --ثم بدء في تجنيد شباب السودان قسرا
بواسطة حملة ابنه اسماعيل كامل و الذي جمع له عشرين ألف
ثم ما لبث إسماعيل أن لقي حتفه محروقا لإهانته المك نمر ملك الجعليين
.. ثم بدء في تجنيد الفلاحيين المصريين..و ساعده شيوخ الأزهر
و علي رأسهم الشيخ الجليل عمر مكرم
و الذي بفضل حشده للرجال تم النصر في معركة رشيد المجيدة
علي الأنجليز ..إلا أنه لقي جزاء سنمار..
كما استبقي محمد علي جزء من قادة الفرنسيين ..كما ضرب جزءا من المماليك ببعضهم
و هكذا فنجاح الرجل كان بالرجال و إن نسب
التاريخ الفضل له كالعادة و الحقيقة أن الرجل كان دماغ..لكن دماغ كبير))
و الحقيقة أنه في كل بلد يوجد المخلصين من رجاله و أبنائه أو حكامه

الذين عملوا بدئب و صبر فظهرت علي مدي الأيام صنائعهم و بنيانهم

و فيها من ملئوها ألسنة و كلاماو رحلوا و تركوها ركاما

هنا نهتم بالطائفة الأولي نستهدي و نقتدي بأعمالهم أعمال الرجال

و نستلهم منهم:الهمة و الصبر و الجلدو الحكمة و الإنجاز و اجتياز الصعاب

و الأقوال الحكيمة سأبدأ و أترك كل منكم يكمل بمثال من بلده

يراه شامخا و يوضح لنا لماذاعلما ان وجهات النظر تحترم و لنضع نصب أعيننا أن الكمال لله

و أننا لا نفجر في الخصومة مع أحدو أبدأ بشخصية أحترمها من بلدي

مصر محمد علي باشا أو صاحب الأريكة كما لقبه الجبرتي

أو محمد علي أغا كما كان أسمه حال الوصول الي مصر

أو ساكن القلعة كما أسماه البعض

و القلعة مقامة علي ربوة الصوة التي تم فصلها بحفر طريق بينها و بين جبل المقطم

لتكون بين مدينتي الفسطاط و القاهرة كمركز استراتيجي

و أسسها قراقوش وزير صلاح الدين بعد هدم ما بها من قباب و أضرحة

و كانت مركزا للحكم ثم معقلا للمماليك

و أعاد محمد علي لها رونقها ببناء المسجد

و ظلت مقر الحكم الي حين نزول محمد علي و ابناؤه و أحفاده

إلي قصور شبرا و الباب العالي و العباسية و سراي الجزيرة و عابدين
كما لقبه من بعده ساكن الجنان .. نسأل الله ان يكون كذلك

هو باني نهضة مصر الحديثة و في عهده تم تأسيس الجيش المصري علي يد ابنه ابراهيم باشا


و إبراهيم باشا الجندي المخلص تحت لواء أبيه له ثمثال بميدان الأوبرا بالقاهرة

و يسميه العامة تمثال ابو اصبع -مسجل عليه غزواته التي لم يهزم فيها قط باستثناء انسحاب تكتيكي

و غزا المكسيك و هذا أمر غريب و فتح عكا و السودان

و الجزيرة العربية و اليونان و كان علي أبواب الأستانة و تحالفت القوي ضده في نزيب و قونية
كما كسر أسطوله المشارك في موقعة نفارين البحرية Navarino
في 20أكتوبر 1927

و رغم حرص الثورة علي إزالة كافة تماثيل اسرة محمد علي إلا أن هذا التمثال لم يتم ازالته

لأن صاحبه هو مؤسس الجيش المصري الذي استمدت منه الثورة الشرعية

أما الزراعة في عهد محمد علي

فأحدث فيها ثورة شاملة فقد أدخل انواعا لم تكن موجودة بمصر

مثل المانجو و المندرين الذي سمي بيوسف أفندي علي اسم ناظر زراعته

يوسف أفندي و الذي حاول مجاملة محمد علي بتسمية المندرين طوسون باشا

علي اسم فلذة كبده المتوفي في ريعان شبابه

فرد محمد علي المجاملة بأحسن منها حينما قال له: بل يوسف أفندي

و كذلك أدخل زراعة القطن و قصب السكر و هما محصولين مهمين


و أدخل صناعة الحلج و الغزل و النسيج و الطرابيش


و صناعة الكسوة للكعبة الشريفة و خروج المحمل بها كل عام مع الحجاج






و أمير الحج مع قوة مسلحة للحماية من قطاع الطريق


و انشأ مصانع للسلاح و الذخيرة


و أنشأ قناطر علي النيل بديعة ذات بهجةو تمنع أخطار الفيضان


و أنشأ حدائق لمتعة الشعب كالأزبكية و الأورمان و القناطر الخيرية


و أنشأ قصورا تعتبر تحفا معمارية منها رأس التين


و حقق أمانا غير مسبوق بإعدامه اللصوص و قطاع الطرق و شيوخ المنسر


اعداما جماعيا علي الخازوق كما حقق استقرارا سياسيا


و استمر حكمه 43 سنةبعد ان قضي علي مناوئيه


و المتربصين لهدم دولته في مذبحة المماليك الشهيرة


و محمد علي جاء الي مصر مع القوة العثمانية التي حلت مكان الفرنسيين





بعد فشل حملتهم و كان قائدا لأورطة من الأرناؤط و البوشناق (أهل البوسنة الأن) قوامها أربعة ألاف

و أصله من قولة باليونان

و كان حكيما خبيرا في ألاعيب السياسة رغم أميته

كثير الصمت كثير العمل و عدوا شديد المرارة و صاحب رؤية و مشروع حضاري

مسح الساحة المصرية بفكره فرأي الأمور تتنازعها عدة قوي

الفرنسيون و هم راحلون فاستفاد ممن رأي البقاء فقربه و استفاد من خبرته في بناء الدولة

و رأي العثمانيون قوة حاكمة و لكن من بعد فهادنهم

و رأي المماليك قوة مناوءة فناور و هادن ثم أدب و استئصل

و رأي شيوخ المنسر و اللصوص من العربان

و الخارجين علي القانون يعيثون في الأرض فسادا فقتلهم شر قتلة

و رأي القوة الشعبية التي لم يكن يحسب حسابها أحد فتودد اليها عبر تودده لشيوخ الأزهر

و خاصة الشيخ عمر مكرم ( إلا أنه ما لبث أن نفاه الي دمياط )

و بالقوة الشعبية ضغط ووصل

فقد أحبه علماء مصر و أجبروه علي تولي الولاية

خلفا لخورشيد باشا الذي خلعه الشعب لظلمه و قد أجبر السلطان العثماني

علي الموافقةعلي ذلك بفرمان و علي مضض مقابل ضمان محمد علي تسيير حملات

للقضاء علي التمرد في الجزيرة العربية و كما قلنا فقد استعان محمد علي ببقايا الفرنسيين

الذين طاب لهم المقام بمصر فمنهم سليمان باشا الفرنساوي ساري عسكر

و الذي كان ذراعا ايمن لابراهيم باشا كما استقدم منهم علماءو أرسل الي فرنسا بعثات

عاد بعضهم و أثر اثرا كبيراو منهم رفاعة الطهطاوي المؤسس الحقيقي للتعليم الحديث

في مصر



و هكذا نري أن السلطان لا يستقر الا في مكان من مكانين

إما القصر قائدا و مرشدا و ملهما لشعب يحبه و إما القبر مدعو له أو عليه

لذا لزم أن يكون مهابا و شجاعا و رحيما و معطاءا

عاملا ليوم ينفض عنه كل شئ و يبقي عمله يقابل به ربه





أسألكم الدعاء

أبو محمود

ليست هناك تعليقات: