Translate

17 أكتوبر 2009

حبيبتي من تكون 2




اللغة العربية

روعة البيان

و سحر التبيان

ما رأيت مثلها قط ايقاعا و ترنيما

و في القوالب إشراقا و ترتيبا

بدأ حبي لها حال دراستي للطب

فما فتئت لها عاشق و محب ووجدت انني أعشق

كل فكرة او تركيبة او سحر لغوي لها رونق يراه

ابناؤها كرمت بنزول الوحي الشريف بهاو باختيار

خير خلق الله صلي الله عليه و سلم من ابنائهااستفدت

منها منها الكثير أورد هنا بعضه و لعلنا نحيي تراثها

فتتفتح أزهارهاو يصيبنا بعضا من شذاهامن عجائب اللغة

العربية تنوع المفردات للكلمةو كل يدل علي معني لها بعينه

مثل فعل النظر و الرؤيةلكل طريقة رؤية فعل مختلف فنظر

و رمق حملق و حدج و أشرف و رني و رأي و تفرس و لمح

و غيرها كل واحدة تدل علي طريقة النظر:فأشرف للنظر من

علو و رمق غاضبا و رني فيها تطلع و حملق مندهشاو لمح علي

عجل و هكذالغة جميلة في أحشائها الدر لكنها تسأل الغواصين

البحث عن كوامن الدر ألا سلم لسانك يا شاعر النيل و رحمك

الله حافظا فقد كنت من ندمائهاو أربابها و الذائدين عنهاو من

عجائب اللغة العربية أصول الكلمف مثالا لكلمات التي بدايتها

الحرفين ن و ب تحمل في جلها معني الارتفاع ثم يأتي الحرف

الثالث ليمنحنا اي ارتفاع مراد فمثلا نبش=رفع فوق الأرض

نبت=خروج النبات من الأرض نبح=ارتفاع صوت الكلب

نبذ=طرح بعيدا نبر=ارتفع و منها منبر و نبه

و نبغ= ارتفاع في العقل نبع=ماء خرج من الأرض

نبض=صوت القلب نبل=ارتفاع السهام أو القدر فمنها نبال

و نبيل و هكذاهذه اللغة لها أسرارها و دهاليزهالا يتقنها الا

من سار في دروبها و أسس نفسه فيهاو من المؤسف أن نري

بعض من لا يعرفون أغوار معانيها يفتون بما لا يحسنون

و قد برع القدماء في ترسية قواعدها إعرابا و تشكيلا و همزا

و بلاغةو من أروع كتب النحوما سطره ابن مالك في ألفيته

و التي بدأها ببيت جميل من الشعريقول فيه:

النحو أولي أولا أن يعلمَ إذ الكلام دونه لن يفهمَ

أما البلاغة فحدث و لا حرج و هنا نعطي مثال: يتحدث

عن القمر و النور و أحمد فأحمد: مشبه و القمر:مشبه به

ووجه الشبه: النور و أدوات الشبه : ك و مثل أحمد مضئ كالقمر

=تشبيه كامل أحمد قمر= تشبيه بليغ أضاء أحمد= استعارة مكنية

و قد ورد الكثير من الاستعارات و التراكيب اللغوية الرائعة في

أشعارنا حتي أنك تري نفسك و كأنك بجوار الشاعرو معه

داخل الأبيات غوصا مع المعاني و طائرا مع الكلمات

و محدقا في المضمون و من الأبيات الشهيرة:

مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من علي


و لقد رأيتك و الرماح نواهل مني و بيض الهند تقطر من دمي

فوددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك المتبسم


تري هنا جمال التشبيهات و الاستعارات دون تكلف في القافية

و لا افتعال شعري مقيت لرتق القافيةو قد كانت اللغة العربية

طيعة أدواتها جميل رونقهاحتي لمن استخدموها في الهجاءو

من أبشع ما قيل في ذلك بيتين لا أنساهما من شدة الفتك الذي

أنزله ناظمهما بأعدائه إذ يقول:

قوم إذا استنبح الأضياف قومهم فالوا لأمهم بولي علي النار

فأمسكت الأم ضنا ببولتها فلا تبول لهم إلا بمقدار


و هو هنا يضعهم في الدرك الأسفل للبخل و سوء الطوية

أما الفخر فيحلق فيه الشعراءأخذين من اللغة و تراكيبها ما يسحر

اللب و يأثر الخيال نر قولا لشاعرتسبب في قتله حين فر من

متعقبيه فقرعه غلامه صائحا ألست من قال:

الخيل والليل والبيداء تعرفني و السيف و الرمح و القرطاس و القلم

فعاد أدراجه ليلقي حتفه


أما الصورة البلاغية في كتاب الله فإنني اقف متضائلا و خاشعا يتجاذبني

الخوف و الرجاءمع هذه الأيات التي تلخص رحلة الإنسان في الحياة

بين الهدي و الضلال نسأل الله الهدي و ليس بعد كلام الله كلام...


﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا

جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ *

أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ

ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ

يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ﴾ (النور:39- 40)



أبو محمود

ليست هناك تعليقات: