Translate

30 نوفمبر 2009

سيدي الطرطوشي و سراج الملوك


مسجد الطرطوشي بحي الجمرك الأسكندرية


هذا كتاب لكاتب



مر فاستقر فأثمر في الأسكندرية




سراج الملوك


لأبي بكر الطرطوشي




و هو عالم أندلسي من طرطوشة


و لا نعرف اسمها الأن فقد تغيرت الأسماء


فمثلا طولوشة من مدن الأندلس أصبحت تولوز



و كانت العادة ان يحج أهل الأندلس و المغرب العربي


فيمرون لاستقاء العلم بالشام و بغداد و مصر


و كان هذا ممن مروا في عودتهم بمصر


و كان ممن مر فاستقر


و كان مقامه بمدينة الأسكندرية تزوج من امرأة موسرة منها و أنجب


و صار يلقي الدروس و يتبعه المريدون فكان يمشي في كوكبة


من أربعمائة أو يزيد


و بدء منهجه القائم علي الزهد و الأمر بالمعروف ينتشر


و كالعادة ضاق به والي المدينة أبو حديد فوشي به الي الوزير الأفضل شاهنشاه


الذي احضره للقاهرة و حدد اقامته بمسجد بالفسطاط


فلما طال الأمر دعي عليه و قال رميته الساعة فمات في يومه عشية عيد الفطر


و أخلي الوزير الجديد: المأمون البطائحي سبيله و احسن اليه

و دفعت التجربة الطرطوشي لتأليف كتاب سراج الملوك


و سار به الي الوزير البطائحي يعظه به فأكرم وفادته


و امر ببناء مسجد كبير بالأسكندرية ليعطي فيه الشيخ دروسه كطلب الطرطوشي




و قد أبدع في سراج الملوك


و فيه يذكر ان الماء بالأسكندرية كان يغوص بالأسماك و كأن البحر يغلي بها


و يصطادها الغلمان بجلاليبهم


فلما حجره الوالي و منع الناس من صيده ذهب السمك و اختفي


و يخلص من هذا الي ان سرائر الملوك و عزائمهم و مكنون ضمائرهم


تتعدي الي الرعية ان خيرا فخير و ان شرا فشرا

و هو مأمور برتق الفتق و لم الشعث






و السلطان يحميه العلم و يعصمه من الظلم و يرده الي الحلم و يصده عن الأذية و يحببه في الرعية


و قال: ان عمارة الدنيا و خرابها من الملوك


و انه ليس فوق رتبة السلطان العادل


و ليس دون رتبة الجائر الظالم رتبة






و قد نصح للوزراء


و أمر بحسن السياسة و الرفق


و قال النظر في العواقب نجاة و من لم يحلم يندم و من صبر غنم


و من سكت سلم و من خاف حذر و من اعتبر ابصر و من ابصر فهم و من فهم علم


و من اطاع هواه ضل و مع العجلة الندامة و مع التأني السلامة


و زراع البر يحصدون السرور و صاحب العقل مغبوط


و اذا جهلت فاسأل و اذا ذللت فارجع و اذا أسأت فاندم و اذا ندمت فأقلع


و اذا تفضلت فاكتم و اذا أعطيت فأجزل و اذا غضبت فاحلم و من بدأك ببره فقد شغلك بشكره


و المروءات تتبع العقل






و ذكر ان منزلة الرجال من الوالي كمنزلة السلاح من المقاتل


كما وصف ترتيب الجيش عند اللقاء في الأندلس






كما نصح قائد الجيش بإخفاء علامته عند الحرب لكي لا يعلمه عدوه


و ان يغير خيمته و لا يمشي في عدد يسير وقت سكون الحرب






كتاب قيم


يدل علي علو هامة صاحبه و نقاء سريرته و شجاعة رأيه






و قد مات عن 69 عام






و قبر الشيخ موجود بالأسكندرية و كان في وعلة قرب اسوار المدينة القديمة غربا


و تسمي الأن منطقة الباب الأخضر بحي الجمرك




و الشيخ كان كأهل الأندلس و شمال افريقيا يدرس علي مذهب الإمام مالك رضي الله عنه


ليست هناك تعليقات: