مسجد الطرطوشي بحي الجمرك الأسكندرية
هذا كتاب لكاتب
مر فاستقر فأثمر في الأسكندرية
سراج الملوك
لأبي بكر الطرطوشي
و هو عالم أندلسي من طرطوشة
و لا نعرف اسمها الأن فقد تغيرت الأسماء
فمثلا طولوشة من مدن الأندلس أصبحت تولوز
و كانت العادة ان يحج أهل الأندلس و المغرب العربي
فيمرون لاستقاء العلم بالشام و بغداد و مصر
و كان هذا ممن مروا في عودتهم بمصر
و كان ممن مر فاستقر
و كان مقامه بمدينة الأسكندرية تزوج من امرأة موسرة منها و أنجب
و صار يلقي الدروس و يتبعه المريدون فكان يمشي في كوكبة
من أربعمائة أو يزيد
و بدء منهجه القائم علي الزهد و الأمر بالمعروف ينتشر
و كالعادة ضاق به والي المدينة أبو حديد فوشي به الي الوزير الأفضل شاهنشاه
الذي احضره للقاهرة و حدد اقامته بمسجد بالفسطاط
فلما طال الأمر دعي عليه و قال رميته الساعة فمات في يومه عشية عيد الفطر
و أخلي الوزير الجديد: المأمون البطائحي سبيله و احسن اليه
و دفعت التجربة الطرطوشي لتأليف كتاب سراج الملوك
و سار به الي الوزير البطائحي يعظه به فأكرم وفادته
و امر ببناء مسجد كبير بالأسكندرية ليعطي فيه الشيخ دروسه كطلب الطرطوشي
و قد أبدع في سراج الملوك
و فيه يذكر ان الماء بالأسكندرية كان يغوص بالأسماك و كأن البحر يغلي بها
و يصطادها الغلمان بجلاليبهم
فلما حجره الوالي و منع الناس من صيده ذهب السمك و اختفي
و يخلص من هذا الي ان سرائر الملوك و عزائمهم و مكنون ضمائرهم
تتعدي الي الرعية ان خيرا فخير و ان شرا فشرا
و هو مأمور برتق الفتق و لم الشعث
و السلطان يحميه العلم و يعصمه من الظلم و يرده الي الحلم و يصده عن الأذية و يحببه في الرعية
و قال: ان عمارة الدنيا و خرابها من الملوك
و انه ليس فوق رتبة السلطان العادل
و ليس دون رتبة الجائر الظالم رتبة
و قد نصح للوزراء
و أمر بحسن السياسة و الرفق
و قال النظر في العواقب نجاة و من لم يحلم يندم و من صبر غنم
و من سكت سلم و من خاف حذر و من اعتبر ابصر و من ابصر فهم و من فهم علم
و من اطاع هواه ضل و مع العجلة الندامة و مع التأني السلامة
و زراع البر يحصدون السرور و صاحب العقل مغبوط
و اذا جهلت فاسأل و اذا ذللت فارجع و اذا أسأت فاندم و اذا ندمت فأقلع
و اذا تفضلت فاكتم و اذا أعطيت فأجزل و اذا غضبت فاحلم و من بدأك ببره فقد شغلك بشكره
و المروءات تتبع العقل
و ذكر ان منزلة الرجال من الوالي كمنزلة السلاح من المقاتل
كما وصف ترتيب الجيش عند اللقاء في الأندلس
كما نصح قائد الجيش بإخفاء علامته عند الحرب لكي لا يعلمه عدوه
و ان يغير خيمته و لا يمشي في عدد يسير وقت سكون الحرب
كتاب قيم
يدل علي علو هامة صاحبه و نقاء سريرته و شجاعة رأيه
و قد مات عن 69 عام
و قبر الشيخ موجود بالأسكندرية و كان في وعلة قرب اسوار المدينة القديمة غربا
و تسمي الأن منطقة الباب الأخضر بحي الجمرك
و الشيخ كان كأهل الأندلس و شمال افريقيا يدرس علي مذهب الإمام مالك رضي الله عنه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق