Translate

30 نوفمبر 2009

اللهم اجعله خير - قصة قصيرة


في صبيحة يوم رائع بهي


استيقظ أبو حسين

بعد ان رأي حلما جميلا جلبه الي غابة غناء

يتقافز بها غزلان و ظباء

و ايقظ اولاده الخمسة و أهل بيته

و استفتحوا يومهم بصلاة الفجر

و ذكر لله الي شروق شمس اليوم الجديد

ثم تجمعوا حلقة علي الأرض حول افطارهم

من الفول المدمس و الجرجير و الجبنة القديمة

و بجوار بيتهم كان ابناء هباش اللهاط ينامون في قصرهم

المنيف يغطون في نومهم يتقلبون في كوابيسهم

علي فراش الحرير و الديباج و وسائد من ريش النعام
و في خفة الغزال قفز ابو حسين الي القطار ليلحق بعمله

فقد كان يعمل اسطي فني بمصنع الحديد و الصلب

و بينما القطار ينهب الأرض كان ابو حسين

يستحضر ايات من كتاب الله و يحرك لسانه بذكر الفتاح العليم

و قلبه مطمئن

حتي ذهب الي عمله

و انتهت الوردية الأولي و بينما هو يصلي صلاة الظهر....

كان هباش اللهاط يستيقظ مكفهرا

فقد جائه كابوس بعد عشوة من الكافيار و المارتينيه الأحمر

و جلس في فراشه عابسا

و جاءت زوجته في روبها الحريري و بادرته

متنساش تحول لي ال 400 الف جنيه علشان سفرية باريس

بينما هو لا يحرك ساكنا فقد سرح خياله الي بعيد..

فقد اتصل به امس الحديدي باشا يذكره بحصته في صفقاته

و التي تبلغ عشرين مليون دولار

و لما ماطله هدده بخرب بيته

كما هددته فيفي الراقصة بالسجن ان لم يتزوجها ليستر حملها

و ظل يفكر في بيته الزجاجي

الذي بناه عبر السنين من التجاوزات و الهبش و السرقة و سرقة افكار الأخرين

معتمدا علي لاظاليظو المتكبر و الذي مات منذ شهرين

و شيع الي صندوقه الأسود محمولا علي عربة مدفع

و من وقتها و تحولت كل تجاوزات هباش و ماضيه الأسود

الي حجارة تتساقط علي بيته الزجاجي

و بينما أبو حسين في طريقه الي بيته

عرج الي المسجد و صلي العصر

ثم عطف علي بيت امه فقضي حوائجها

و عاد الي ابنائه بصينية بسبوسة صغيرة تقاسموها بفرح و شوق
ابناء أبو حسين في بيتهم الفولاذ الذي اسسه ابوهم علي التقوي

و الرحمة و الاخلاص يتقافزون الي الأعلي

و زاد دخلهم و ها هم يشيدون بيوتا فولاذية تتلوها بيوت

و تستمر اجيالهم ببركة من الله
و استيقظ هباش علي صوت غليظ للصول عشماوي المحمدي

يدعوه للبس الأساور الحديدية
تمهيدا لركوب بوكس السجن للذهاب الي محكمة الجنايات

و صعد الي البوكس و حيا فتحي عمولات و العيسوي رشوات

و سارت السيارة تنهب الأسفلت نهبا الي محكمة الدنيا

و اذا به يصاب بغصة اعقبها موجة من السعال و سقط ميتا

أه افلت من المحاكمة

و لكنه صعد الي محكمة لا نقض فيها و لا ابرام
و بينما كانت السيارة تتمهل للوقوف امام المستشفي في محاولة اسعاف فاشلة

كان أبو حسين الذي اشتري للتو ساندوتش باذنجان ب عشرة قروش

دسه في حقيبته ليأكله في الطريق

من الحاج عبد الصبور صاحب العربة الشهيرة

و التي حاول هباش مشاركته فيها و إلا زق عليه اصحابه بتوع البلدية

بدعوي نشر الأمراض بجوار المستشفي الميري و الذي تقف العربة بجوار سوره

و قنع هباش بإتاوة صينية فطور يومية لمكتبه بشارع خربناها و كرمونا و علي تمثال حطونا...

و حوقل و هو يري جثمان اللهاط يمر امامه

لم يعلم انه من سرق فرصته و فرصة اولاده و فرحة عمرهم

بينما صرخ عبد الصبور عندما رأي وجه هباش:

حسبي الله و نعم الوكيل

لك يوم يا ظالم

ربنا يضيقها عليك زي ما ضيقتها علينا ووسعتها للمدام

و بينما الصحافة تواصل هدم ما بقي من بيت اللهاط الزجاجي

تواصلت البيوت الفولاذية تذكر ربها قانعة بما يقيم اودها من سندوتشات الفول و الفلافل

و استيقظت مدام هباش في صيحات هستيرية و هي تري في المنام ثعبانا عملاقا
يخترق جوفها

بينما استيقظت ام حسين فرحة فإن اليوم هو فرح أخر بناتها مستورة

التي وفقها الله الي بيت فولاذي جديد

و قامت تجهز للفرحة الكبري مع جيرانها المؤمنين الطيبيين

و ما زال أبو حسين يمر علي عبد الصبور بسلسلة مطاعمه التي

انشأها بعد ان انتهيت اتاوات الهباش و لاظاليظو

و انطلق القطار بأبو حسين الي عمله من جديد محفوفا برحمة من الله قريب من المتقين

و إذ أبو حسين ينظر الي الأفاق العراض من شبابيك القطار

همس متمتما:

شمسك ربي تشرق كل يوم مثل عدلك


أبو محمود




ليست هناك تعليقات: